ملخص
يُدمج الذكاء الاصطناعي (AI) بشكل متزايد في نظام النشر الأكاديمي، داعماً اكتشاف الأدبيات، واكتشاف الانتحال، وفحوصات النزاهة، وسير العمل التحريري. ومع ذلك، تتخذ العديد من الجامعات ووكالات التمويل والمجلات موقفاً واضحاً: أي مشاركة للذكاء الاصطناعي في إنشاء أو إعادة كتابة أو إعادة صياغة أو "تحسين" لغة المخطوطة تُعتبر إنشاء محتوى ولا يُسمح بها. يجب أن يظل التأليف بشرياً بالكامل، ويتحمل المؤلفون مسؤولية كل كلمة يقدمونها.
تشرح هذه المقالة كيف يمكن للباحثين استخدام أدوات AI بأخلاقية مع الامتثال للسياسات الصارمة التي تحظر تصحيح اللغة أو صياغتها باستخدام AI. تركز "ما يجب فعله" على التطبيقات الآمنة—مثل دعم البحث، والامتثال وفحص الانتحال، واكتشاف المجلات على مستوى عالٍ—دائماً مع التحقق والسيطرة البشرية. تؤكد "ما لا يجب فعله" على الممارسات التي تضر بالنزاهة الأكاديمية، بما في ذلك النص المكتوب بواسطة AI، والنثر المحسن بواسطة AI، والمراجع المختلقة، والتلاعب بالبيانات، والمساعدة غير المعلنة من AI.
باتباع هذه الإرشادات، يمكن للمؤلفين الاستفادة من AI كمساعدة تقنية هامشية دون السماح له بتشكيل المحتوى الفكري أو اللغوي لعملهم. في هذا النموذج، قد يساعد AI الباحثين في التنقل بين المعلومات والتحقق من المتطلبات الشكلية، لكن فقط العلماء البشر هم من يصيغون ويعدلون ويمتلكون النص الأكاديمي نفسه.
📖 مقال كامل الطول (انقر للطي)
استخدام AI في النشر الأكاديمي عندما لا يُسمح بتحسين اللغة: ما يجب فعله وما لا يجب
مقدمة
أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي متاحة على نطاق واسع للباحثين، حيث تقدم مساعدة سريعة في كل شيء من اقتراحات الكلمات المفتاحية إلى فحوصات التشابه. في الوقت نفسه، ردت الجامعات والناشرون بتوضيح ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به في العمل الأكاديمي. تعالج عدد متزايد من السياسات أي نص تم إنشاؤه أو إعادة صياغته أو "تحسينه" بواسطة AI كمحتوى غير مصرح به. بعبارة أخرى، إذا لمس الذكاء الاصطناعي صياغة الجملة، فقد تُعتبر تلك الجملة مكتوبة بواسطة AI وبالتالي غير مقبولة.
قد تفاجئ هذه الموقف الصارم الباحثين الذين افترضوا أن استخدام الذكاء الاصطناعي فقط لـ"التلميع" أو "التصحيحات" أمر غير ضار. ومع ذلك، من منظور النزاهة الأكاديمية، اللغة جزء من المنتج الفكري: اختيار الكلمات، والبنية، والدقة كلها تساهم في أصالة النص العلمي. السماح للذكاء الاصطناعي بإعادة كتابة أو تحسين الجمل يطمس الخط الفاصل بين التأليف البشري والمحتوى الذي تولده الآلة.
تشرح هذه المقالة كيفية التنقل بأمان في هذا البيئة. توضح الاستخدامات المسموح بها للذكاء الاصطناعي التي لا تتضمن إنشاء أو تصحيح اللغة، مثل دعم الاكتشاف وفحوصات الامتثال، وتفصل الممارسات التي يجب تجنبها، بما في ذلك صياغة الذكاء الاصطناعي، وإعادة الكتابة، وترجمة محتوى المخطوطة. الهدف هو إظهار كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يبقى على الهامش التقني لعملية النشر بينما يحتفظ المؤلفون بالمسؤولية الكاملة عن اللغة والأفكار في عملهم.
ما يجب فعله: استخدام أخلاقي للذكاء الاصطناعي دون لمس النص
1. استخدم الذكاء الاصطناعي للبحث والاكتشاف، وليس للكتابة
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مساعدًا مفيدًا في التنقل ضمن مشهد معلومات مزدحم. ضمن سياسات صارمة تحظر تحسين اللغة، يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لـ:
- اقتراح كلمات مفتاحية وعناوين موضوعية لعمليات البحث في قواعد البيانات؛
- اقتراح مواضيع أو مفاهيم ذات صلة يمكنك استكشافها بشكل مستقل؛
- توليد قوائم بالاستعلامات البحثية المحتملة لاستخدامها في قواعد البيانات الأكاديمية التقليدية.
ومع ذلك، بمجرد أن تحدد المصادر ذات الصلة، يجب أن تقوم أنت بالقراءة وتدوين الملاحظات والتلخيص. لا ينبغي للذكاء الاصطناعي إنتاج ملاحظات مكتوبة أو إعادة صياغة أو نص تعيد استخدامه لاحقًا. النهج الأكثر أمانًا هو اعتبار الذكاء الاصطناعي كـعلامة إرشادية في مرحلة البحث، وليس كأداة تنتج أي محتوى لغوي لمشروعك.
2. استخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الانتحال والتشابه
يُعتبر كشف الانتحال وتحليل التشابه تطبيقات مقبولة على نطاق واسع ومتوافقة مع السياسات للذكاء الاصطناعي. تقوم هذه الأنظمة بتحليل المخطوطة المكتوبة بالفعل وتقرير أنماط التداخل مع الأعمال المنشورة سابقًا؛ فهي لا تولد أو تعدل اللغة بنفسها.
تشمل الممارسات المسؤولة:
- تشغيل مسودتك المكتملة عبر أدوات مثل iThenticate أو Turnitin (حيث تسمح مؤسستك بذلك)؛
- فحص المقاطع المميزة وإعادة كتابتها يدويًا بنفسك لضمان إعادة صياغة حقيقية واستشهاد صحيح؛
- التحقق من أن المواد المعاد استخدامها (مثلًا، من منشوراتك السابقة) موثقة ومبررة بوضوح وفقًا لسياسات المجلة والمؤسسة.
في هذا سير العمل، يعمل الذكاء الاصطناعي فقط كـأداة تشخيصية. فقط أنت، المؤلف، تعيد كتابة وتصحيح النص استجابة لتقريره.
3. استخدم AI للفحوصات الهيكلية والإدارية
يمكن لبعض الأنظمة المعتمدة على AI المساعدة في التحقق من الجوانب غير اللغوية لمخطوطتك وتقديمها. شريطة ألا تعيد كتابة الجمل، يمكن أن تكون هذه الاستخدامات متوافقة حتى تحت سياسات “عدم تغيير اللغة” الصارمة. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في:
- التحقق من وجود جميع الأقسام المطلوبة (الملخص، الطرق، التمويل، الأخلاقيات، إلخ)؛
- الكشف عن العناصر المفقودة مثل بيانات توفر البيانات أو الإفصاحات عن تضارب المصالح؛
- الإشارة إلى التناقضات في الترقيم (مثل مراجع الأشكال والجداول) أو العناوين المفقودة؛
- التحقق من أن ملف المخطوطة يفي بـ معايير التنسيق الفنية الأساسية (نوع الملف، عدد الأحرف، عدد الأشكال).
تبلغ هذه الأدوات عن المشكلات الهيكلية؛ يجب على المؤلفين بعد ذلك تصحيح المخطوطة يدويًا باستخدام صياغتهم وقرارات التنسيق الخاصة بهم.
4. استخدم AI بحذر لاكتشاف المجلات
تحلل أدوات التوصية بالمجلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي المواضيع والكلمات المفتاحية والمراجع لتقترح مجلات محتملة مناسبة. عندما يُمنع توليد اللغة وتحريرها، يمكن أن تظل هذه الأدوات مفيدة طالما أنك تعاملها كنصائح وليست مصادر موثوقة.
الاستخدام الأخلاقي يشمل:
- استخدام اقتراحات AI لإنشاء قائمة أولية من المجلات المرشحة للتحقيق فيها بشكل أعمق؛
- التحقق يدويًا من أهداف كل مجلة، ونطاقها، وحالة الفهرسة، وسمعة الناشر؛
- استشارة المشرفين أو الزملاء الكبار قبل اتخاذ قرار مكان التقديم.
يجب ألا تحل أدوات البحث عن المجلات محل الحكم البشري أبدًا. فهي نقاط انطلاق، وليست تعليمات للتقديم.
5. الكشف عن أي مساعدة غير نصية من AI
حتى عندما لا تسمح للذكاء الاصطناعي بالتأثير على اللغة، يشجع العديد من الناشرين الآن أو يشترطون الشفافية بشأن أي مشاركة للذكاء الاصطناعي. إذا استخدمت أدوات AI لفحص التشابه، أو فحص الامتثال الهيكلي، أو الاكتشاف على مستوى عالٍ، فمن الممارسات الجيدة ذكر ذلك بوضوح.
على سبيل المثال، في الشكر أو بيان مخصص لـ “استخدام AI” يمكنك كتابة:
“استخدم المؤلفون iThenticate لفحص التشابه وأداة اكتشاف المجلات الآلية للاستكشاف الأولي للمنصات المحتملة. جميع عمليات الكتابة والتحليل وقرارات اختيار المجلة النهائية اتخذها المؤلفون.”
مثل هذه التصريحات تطمئن المحررين والقراء إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يساهم في محتوى أو لغة المخطوطة نفسها.
الأمور التي يجب تجنبها: ممارسات تُعتبر إنشاء محتوى بالذكاء الاصطناعي
1. لا تستخدم الذكاء الاصطناعي لصياغة أو إعادة كتابة أو "تنقيح" نص المخطوطة
بموجب تفسير صارم للسياسات الحالية، أي مشاركة للذكاء الاصطناعي في تشكيل صياغة النص العلمي تعتبر إنشاء محتوى وبالتالي غير مسموح بها. وهذا يشمل:
- طلب من الذكاء الاصطناعي كتابة فقرات أو أقسام أو مخطوطات كاملة؛
- لصق نصك في أدوات الذكاء الاصطناعي لـ"تحسين الصياغة"، "تنقيح اللغة"، أو "جعلها أكثر أكاديمية"، ثم استخدام المخرجات؛
- استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة صياغة أو إعادة تعبير مقاطع من عملك أو عمل الآخرين.
حتى إذا راجعت وقبلت بعض التغييرات المقترحة فقط، فإن اللغة الناتجة لم تعد ملكك بالكامل. من منظور النزاهة، هذا يقوض المبدأ القائل بأن المؤلف مسؤول عن كل من الأفكار والتعبير.
2. لا تستخدم الذكاء الاصطناعي لترجمة محتوى المخطوطة
الترجمة الآلية هي شكل من أشكال توليد اللغة. إذا قمت بصياغة مخطوطة بلغة واحدة واستخدمت الذكاء الاصطناعي لترجمتها إلى لغة التقديم، فإن أجزاء كبيرة من النص النهائي ستكون مولدة آليًا. بموجب السياسات الصارمة، يُعامل هذا كلغة مؤلفة بواسطة الذكاء الاصطناعي وبالتالي يُمنع.
إذا كانت هناك حاجة إلى دعم الترجمة، توصي المؤسسات بشكل متزايد بـ:
- العمل مع مترجمين بشريين يفهمون المجال؛
- استخدام خدمات تحرير اللغة المهنية التي يعمل بها خبراء في الموضوع؛
- مع التأكد من مراجعتك والموافقة على كل تغيير مع الحفاظ على نيتك الفكرية.
3. لا تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ملخصات المحتوى المستخدمة في نصك
قد تظهر الملخصات التي يولدها الذكاء الاصطناعي كنقاط أو فقرات قصيرة. إذا قمت بعد ذلك بدمج تلك الملخصات في كتابتك الخاصة — حتى بعد تعديل بسيط — فإنها تصبح جزءًا من محتوى المخطوطة. هذا غير مقبول بموجب القواعد التي تحظر اللغة التي ينشئها الذكاء الاصطناعي.
بدلاً من ذلك، يجب عليك:
- اقرأ كل مصدر بنفسك وأنتج ملاحظاتك الخاصة بكلماتك الخاصة؛
- قم بصياغة ملخصات بناءً على فهمك، دون نسخ التعبيرات من مخرجات الذكاء الاصطناعي؛
- اعتبر أي ملخص ينتجه الذكاء الاصطناعي كموجه غير قابل للاستخدام، وليس كنص يجب تعديله للنشر.
4. لا تسمح للذكاء الاصطناعي بتوليد المراجع أو الاقتباسات أو البيانات
من المعروف أن الذكاء الاصطناعي يخترع مراجع تبدو معقولة لكنها خاطئة، ويمكنه أيضًا إنتاج مجموعات بيانات تركيبية تبدو واقعية لكنها لا تستند إلى ملاحظات فعلية. استخدام هذه المخرجات في مخطوطة هو شكل واضح من أشكال سوء السلوك الأكاديمي.
تجنب:
- طلب AI "إعطاء مراجع لـ X" ثم نسخها في ببليوغرافيتك؛
- استخدام AI لملء الفجوات في المراجع غير المكتملة بدلاً من الرجوع إلى المصادر الأصلية؛
- إنشاء أو "تحسين" جداول البيانات، الرسوم البيانية، أو الإحصائيات باستخدام توليد AI.
يجب أن تُستمد جميع المراجع من قواعد بيانات أكاديمية موثوقة أو مستندات قمت بتحديدها وقراءتها. يجب أن تستند جميع البيانات إلى طرق بحث فعلية يمكنك توثيقها والدفاع عنها بالكامل.
5. لا تخفِ مشاركة AI—حتى عندما تبدو طفيفة
يُغرى بعض الباحثين باستخدام AI بهدوء لـ "تعديلات طفيفة" ويفترضون أن الإفصاح غير ضروري. ومع ذلك، بموجب السياسات الصارمة، المشكلة ليست فقط في الحجم بل في نوع المساعدة. إذا قام AI بإنشاء أو إعادة صياغة جمل، فهذا يُعتبر إنشاء محتوى، وادعاء عدم استخدام AI سيكون مضللًا.
للحفاظ على الشفافية:
- لا تدعُ أن المخطوطة مكتوبة بالكامل بواسطة الإنسان إذا ساهم AI بأي من الصياغة؛
- لا تستخدم AI لإعادة صياغة ورقة مرفوضة سرًا قبل إعادة التقديم؛
- إذا كنت قد استخدمت AI سابقًا بطرق أصبحت الآن ممنوعة، فاطلب إرشادات من مؤسستك قبل إعادة استخدام ذلك النص.
العمل ضمن سياسات صارمة: نصائح عملية
بالنسبة للعديد من الباحثين، يشعر الحظر التام على تحسين اللغة باستخدام AI بأنه مقيد، خاصة للمتحدثين غير الأصليين. ومع ذلك، الامتثال ضروري. تشمل بعض الاستراتيجيات العملية:
- استثمر في مهاراتك الكتابية الخاصة: خذ دورات في الكتابة الأكاديمية، وادرس أدلة الأسلوب، واقرأ أوراقًا عالية الجودة في مجالك.
- استخدم الدعم البشري: تعاون مع المؤلفين المشاركين الذين يتمتعون بمهارات كتابة قوية، أو استخدم خدمات التحرير والتدقيق اللغوي البشرية المهنية حيثما يُسمح.
- خطط لوقت إضافي للمراجعة: بدون إعادة كتابة AI، قد يستغرق الصياغة والتنقيح وقتًا أطول—ضع هذا في جدولك.
- وضح القواعد المحلية: اقرأ سياسات AI في مؤسستك والمجلة المستهدفة بعناية واطلب توضيحًا إذا كان هناك أي غموض.
الخاتمة
سيستمر AI في التأثير على النشر الأكاديمي، لكن السياسات الصارمة ترسم حدودًا واضحة بشكل متزايد: يمكن لـ AI المساعدة في الفحوصات التقنية والاكتشاف، لكنه لا يجب أن يشكل لغة أو محتوى البحث الأساسي في المخطوطات. بموجب هذه القواعد، حتى "تحسين اللغة" الآلي يُعتبر إنشاء محتوى وبالتالي غير مسموح به.
أكثر الطرق أمانًا للباحثين هي التعامل مع AI كأداة خلفية—مفيدة في فحص التشابه، والتحقق من البنية، واكتشاف المجلات الاستكشافية—مع إبقاء كل عمليات القراءة، والتفكير، والكتابة، وإعادة الكتابة بيد الإنسان. مع الوعي الواضح بما يجب فعله وما لا يجب فعله الموضح في هذا المقال، يمكن للمؤلفين الاستفادة من الأدوات الحديثة دون المساس بالأصالة، والمساءلة، والنزاهة التي تحدد العمل العلمي الحقيقي.